السيد علي الحسيني البهشتي



علماء في ذاكرتي (٢١)، بقلم الشيخ أسامة آل بلال النجفي.

كنت أرى في أروقة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، سيداً جليلاً وقوراً، يحترمه الجميع غاية الإحترام، محل تقدير وتعظيم الطبقة العلمية العليا في النجف الأشرف، ثم علمت أنه السيد علي الحسيني البهشتي، من تلامذة المحقق النائيني والمحقق العراقي والسيد أبي الحسن الأصفهاني، فكان يمثل خزيناً علمياً ومعرفياً وأخلاقياً يربط السلف الصالح بالخلف الصالح، كنت أراه في الحرم العلوي الشريف وفي الحرم الحسيني الشريف، لأداء مراسيم الزيارة، وكان في غاية الانقطاع والأدب والخضوع أثناء الزيارة، كنت أراه في مجالس العزاء المقامة من قبل العلماء أمثال مجلس المرحوم السيد جعفر المرعشي، والمرحوم الشيخ مرتضى البروجردي، وكان يجلس دون المجلس تواضعاً منه، وكان في تلك المجالس سريع الدمعة، ظاهر اللوعة، على مصائب أهل البيت عليهم السلام، صلى على جثمان السيد عبد الأعلى الموسوي السبزواري، ورأيته يصلي على جثمان الشيخ محمد جواد آل الشيخ راضي نزيل الرميثة، وصليت خلفه على جثمان الشهيد السيد محمد تقي الخوئي، زرته مع الأخ علاء الكوفي، في بيته قبيل الظهر من يوم جمعة، وأخبرنا ولده بأنه يغتسل غسل الجمعة، ثم جاءنا ورحب بنا غاية الترحيب مع تواضع واضح وسماحة طاهرة، ولما خرجنا من عنده وافترقنا، أخبرني الأخ علاء الكوفي بعد ذلك، بأن أحد رجال الأمن استوقفه وسأله عن سبب الزيارة، ولقد سمعت من بعض الأساتذة بأن المرجع الديني الأعلى السيد الخوئي كان يقول : (بأنني أستفيد من فوائد السيد البهشتي في البحث)، وهذه كلمة تكشف عن صدق الأستاذ وجلالته، وعظمة التلميذ ومكانته، كان هادئ النفس، منخفض الجناح، عظيم المنزلة، جليل القدر، سمح التعامل، ورعاً تقياً زاهداً، توفي رحمه الله تعالى عام ١٤٢٤ للهجرة، رحم الله تعالى من يقرأ له سورة الفاتحة.  



إرسال تعليق

0 تعليقات